من فلسفة الاستبداد تخويف الشعب من بعضه البعض،

.


من فلسفة الاستبداد تخويف الشعب من بعضه البعض، فلا يثق شخص بآخر ولا تثق
طائفة بأخرى، ينزع المستبد الثقة بينهم، وهم أبناء وطن واحد وأرض واحدة!! يستدعى المستبد في سبيل ذلك التاريخ وكل الأحداث والمصائب التي حدثت في أزمنة قديمة يُذكر كل طائفة بتاريخ الطائفة الأخرى.. لا يسمح لهم بالتفكير في المستقبل أبدا.
المستبد يوهم كل طائفة أنه هو الذي يحميها من عدوان الأخرى! ويشجع الناعقين من كُل الأطراف.. فتغيب العقول وكأن المختلفين حيوانات ستفترس بعضها لولا وجود صاحب العرش الحكيم موحدهم وجامع كلمتهم! يتمادى المستبدون وزبانيتهم في توظيف التعدد الديني والعرقي فيجعلون التنوع والتعدد في صالحهم هم فقط دون الأوطان، وأستاذهم في ذلك فرعون فقد جاءنا خبره في القرآن الكريم إذ يقول تعالى "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا.."، وشيعا أي: فرقا مختلفة جميعها في خدمته.
المستبد لا يعرف معنى الوطن ولا قيمته، يضرب المسلم بالمسيحي والسني بالشيعي والكردي بالعربي وبالعكس يُقرب هذا ويُبعد ذاك ثم يناديهم في مجلسه ليتحاوروا حول "التعايش" هذا الشعار الدعائي غير المفهوم! فالتعايش في ذهن المستبد: أن يبقى هو على العرش ورئس السلطة مدى الحياة يسرق المال العام وينتهك القوانين ويتلاعب بالدين والثقافة والإعلام، ويوغل في توزيع التهم والتخوين والنفاق في الخطب و الابتسامات ويرفع صُوره في كل مكان فيبقى هو رمز التعايش! هذا التعايش الذي يريده كُل مستبد.
لا يخطر بباله أن التعايش الحقيقي يعني الاستقرار بالشراكة في الوطن.. شراكة في الرأي وشراكة في التربة شراكة في الحاضر والمستقبل. المستبد أفضل ما يملك الشعارات البراقة، فتارة تجده منبطحا للغرب متنكرا لثقافة المجتمع وتاريخه ينادي بأن دولته دولة مدنية متحضرة وأنه داعية للتنوير وإن اختلف معه أحد في فكرة هامشية أهلكه تنكيلا وتعذيبا 

أضف تعليقك؟

=============================

ليست هناك تعليقات:

=====================================================================================================

============================================================================================================================================= تم التصميم و البرمجه :..مهيمن القيسي:جميع الحقوق محفوضة:مؤتمر عمان الأنقاذ العراق